قصة الامير مع الحمام زاجل
يقال أنه كان هناك أميرا أمر جنوده بعمل رحلة ترفيهية إلى مكان ما ، حيث كان يعانى من ضغوط الحكم. و بالفعل قام الجنود و المعاونين بعمل الترتيبات اللازمة و حرصوا على أن يأخذوا كل معهم الحيوانات و الطيور التى كان يملكها هذا الأمير و التى كان أيضا لا يمر يوم إلا و هو معها يداعبها و يطعمها و لو لدقيقة واحدة أثناء اليوم ، المهم ألا يمر يوم دون أن يرى هذا الأمير طيوره و حيواناته المحبوبة. و بالفعل تم انطلاق الرحلة بعد التحضير لها ، و كانت رحلة بعيدة نوعا ما ، فقد قيل أنها تمر على أكثر من مدينة ، و لذلك ذخرت قافلة الرحلة بالمؤن و العتاد لأسابيع طويلة هى مدة الرحلة. و قبل أن تشرف الرحلة على نهايتها ، وقعت حادثة كان نتيجتها موت بعض أفراد الرحلة و كذلك هرب بعض الطيور و الحيوانات من أقفاصها ، مما أوقع الأمير فى حزن شديد بسبب هروب حيواناته التى كان يحبها و كذلك موت البعض منها. أمر الأمير تابعيه بإلغاء الرحلة التى شرفت على نهايتها بعد قطع أميال شاسعة ، و أمر الجميع بالعودة إلى القصر و هو ما يزال حزينا حزنا قويا على حيواناته و طيوره عاد الأمير للقصر ليجد فيه الحمام الزاجل الذى كان يصحبه فى الرحلة و الذى كان قد طار و حلق بعيدا إثر الحادث. وسط فرحة عارمة تعجب الأمير بوصول الحمام إلى القصر ، و بعد التأكد من أنه نفس الحمام أفاده أحد معاونيه أن هذا الحمام قد يملك قدرات غير طبيعية ، إذ أنه من غير الممكن أن يقطع كل هذه المسافة عائدا لنفس النقطة التى انطلق منها دون توجيه. اهتم الأمير بكلام معاونه ، و استعد لعمل تجربة كانت مثيرة جدا بالنسبة له ، فقد أمر اثنين من الجنود بالسفر مع بعض الحمام ، أحدا الجنديين يتوجه لمكان اعتاد الأمير أن يقصده فيما مضى ، و الآخر لمكان بعيد لم يشهده الأمير من قبل. على أن يتم وضع إشارات معينة فى أرجل الحمام للتأكد من أنه نفس الحمام الذى أُعد للمهمة. انطلق الجنديان للأماكن المطلوبة و أطلقوا الحمام ، و قبل عودة الجنديين كان الحمام متواجد بالقصر و يحمل نفس الإشارات و العلامات الموضوعة مسبقا. فتأكد الأمير من كلام معاونه مع عدم وجود تفسير منطقى للحدث. فيما بعد استخدم الأمير الحمام ليستقبل رسائل من جنوده فى شتى بقاع المملكة بل و فى حالات الحرب ، حيث اعتاد قواد الجيش على أخذ الحمام معهم ليبعثوا برسائل للأمير من ميدان المعركة.
0 التعليقات: